وتقديرها تقدير المصدر الساد عن الظرف كأنه قال : إلى حين كلال مطيهم والثاني : الرفع (حتى تكلّ) على أن ترفعه مقدرا بالماضي ، بمعنى إلى أن كلت ، أو أن يكون بمعنى الحال. ومن رفع جعل الجملة معطوفة على سريت ، كأنه قال : سريت بهم حتى كلت ، فهي حال محكية بعد زمان وقوعها.
وقوله : ما يقدن بأرسان : جملة في موضع رفع على خبر المبتدأ وكأنه قال : وحتى الجياد غير مقودات. ومعنى ما يقدن بأرسان : أنها قد أعيت ، فلا تحتاج أن تقاد. وأما (حتى) الثانية فهي ابتدائية. [شرح أبيات مغني اللبيب ج ٣ / ١٠٨ ، وشرح المفصل ٧ / ٣١ و ٨ / ١٥ ، ١٩ والهمع ج ٢ / ١٣٦ والأشموني ٣ / ٩٨].
(٢٣٦) فما جزعا وربّ الناس أبكي |
ولا حرصا على الدنيا اعتراني |
البيت نسبه الشنقيطي في «الدرر» لجحدر من قصيدته النونية التي كتبها وهو في سجن الحجاج ، ولم أجد البيت فيما نقله البغدادي منها. والبيت أنشده السيوطي شاهدا على جواز تقديم المفعول له (لأجله) على عامله وهو قوله : فما جزعا أبكى. [الهمع ج ١ / ١٩٥].
(٢٣٧) فنعم مزكأ من ضاقت مذاهبه |
ونعم من هو في سرّ وإعلان |
وقبل البيت :
وكيف أرهب أمرا أو أراع له |
وقد زكأت إلى بشر بن مروان |
لم يعرف قائلهما.
وقوله : زكأت : أي : لجأت. والمزكأ : الملجأ. والخلاف في «من» بعد نعم. هل هي اسم موصول ، أو نكرة موصوفة ، أو نكرة تامة قال ابن مالك : وما يدل على أنّ فاعل «نعم» قد يكون موصولا ، ومضافا إلى موصول قول الشاعر «ونعم مزكأ من ضاقت مذاهبه» فلو لم يكن في هذا إلا إسناد «نعم» إلى المضاف إلى ، «من» لكان فيه حجة على صحة إسناد «نعم» إلى «من» لأن فاعل «نعم» لا يضاف في غير ندور إلى ما يصلح إسناد نعم إليه. فكيف وفيه «ونعم من هو». [شرح أبيات المغني ج ٥ / ٣٣٨ والهمع ج ١ / ٩٢ والأشموني ج ١ / ١٥٥].