لأبي الغول الطّهويّ من شعراء الدولة المروانية. وهو يصف فوارس ذكرهم في أبيات سابقة. يقول : إنهم يعرفون مجاري الأمور ومقادير الأحوال فيوازنون الخشن بالخشن واللين باللين. وقد أنشد بعضهم البيت على أن «سوءى» مصدر ، كالرجعى والبشرى وليس مؤنث أسوأ. ذلك أن اسم التفضيل إذا كان معرى من ال يجب اقترانه بـ (من) فأراد أن يعتذر عن ذلك ، بأن اسم التفضيل هنا لا يراد به التفضيل ، وإنما يراد به المصدر ، ولكن هذا اللفظ يروى بصور أخرى. ففي الحماسة (بسيء) يعني بسيّئ ، فخفف ، كما قالوا : هيّن ، وهين وروي «بسوء» وفي كتاب الشعر والشعراء «ولا يجزون من خير بشرّ». [الخزانة ج ٨ / ٣١٤ ، وشرح المفصل ج ٦ / ١٠٠ ، ٢٠٠ ، والحماسة بشرح المرزوقي ص ٤٠].
(٢٧٣) كأنّ حمولهم لما استقلّت |
ثلاثة أكلب يتطاردان |
البيت غير منسوب ، وأنشده الرضي على أن بعضهم أجاز وصف البعض دون البعض فهذا الشاعر ، قال : يتطاردان. فوصف اثنين ، وترك الثالث. وهذا لا يحتمله القياس. وفي البيت مبالغة في الهجو ، لأن الإبل التي يعدونها عندهم كثيرة ، عدتها ثلاثة لا غير وأنها صغيرة في الجثة جدا حتى أنها مع ما عليها في مقدار جرم الكلاب وأنها ليس عليها ما يثقلها من الأثاث ولذلك تطارد لخفة ما عليها. وأن بعضها هزيل جدا لا يقدر على الطراد ، وهو الثالث الذي لم يصفه. [الخزانة ـ ج ٥ / ٣٩].
(٢٧٤) سقى العلم الفرد الذي في ظلاله |
غزالان مكحولان مختضبان |
البيت بلا نسبة في أمالي ابن الشجري ج ١ / ١٦٠ ، والمخّصص ١٦ / ١٨٨.
(٢٧٥) أنا ابن أباة الضيم من آل مالك |
وإن مالك كانت كرام المنازل |
البيت للطرماح بن حكيم.
والشاهد : وإن مالك. فقد ألغيت (إنّ) بعد تسكينها ولم تقترن باللام الفارقة بينها وبين (إن) النافية والذي سوّغ ذلك القرينة المعنوية ، فالشاعر يفخر بقبيلته. فذكر «مالك» في الشطر الأول وأراد جدّ القبيلة وذكره ثانيا وأراد القبيلة نفسها. [الأشموني ج ١ / ٢٨٩ والهمع ج ١ / ١٤١ والدرر ج ١ / ١١٨].
(٢٧٦) بثين الزمي ، لا ، إنّ ، لا ، إن لزمته |
على كثرة الواشين أيّ معون |