وعمران ولعلّ الذي سوغ هذا ، كونه أصبح علما مفردا.
وقوله : ألا : حرف تنبيه ، يتأسف على ديار قومه بهذا المكان ، ويخبر أن الملوين وهما الليل والنهار ، أبلياها ودرساها. والحيّ : القبيلة.
وقوله : بالسبعان ، متعلق بمحذوف ، على أنه حال من ديار.
وقوله : أملّ عليها : فيه التفات ، لأنه لم يقل عليك. وأملّ ، من أمللت الكتاب أملّه. أو من أمللت الرجل ، إذا أضجرته وأكثرت عليه ما يؤذيه ، كأن الليل والنهار أملاها من كثرة ما فعلا بها من البلى والأول أقوى ، فأملّ عليها ، بمعنى أملى عليها بمعنى أجبراها على البلى ، فقد يقال : أملى عليه بأن يفعل كذا ، أي أكرهه. والملوان : الليل والنهار ، ولا مفرد له. والباء في «بالبلى». زائدة ، والمراد أملّ عليها أسباب البلى. [كتاب سيبويه ج ٢ / ٣٢٢ والخصائص ج ٣ / ٢٠٣ ، وشرح المفصل ج ٥ / ١٤٤ ، والخزانة ج ٧ / ٣٠٢ والأشموني ج ٤ / ٣٠٩ ، وزهر الآداب ٩٢٦].
(٢٨١) أيها السائل عنهم وعني |
لست من قيس ولا قيس مني |
البيت غير منسوب ، وقالوا إنه لأحد النحويين.
والشاهد فيه حذف النون من (عنّي ومنّي) فجاء باللفظين مخففين ، فالأول (عن والياء) والثاني من ـ والباء وإذا جرت الياء بمن وعن وجبت النون حفظا للسكون ، لأنها الأصل فيما يبنى. وقيس جاءت ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث باعتبارها قبيلة. ومن قيس الأول خبر ليس. وقيس الثانية : مبتدأ لأن «لا» لا تعمل في المعارف ، والبيت من بحر الرمل ولا يتأتى تشديد النون من عنّى ومني. [الخزانة ج ٥ / ٣٨٠ ، والأشموني ج ١ / ١٢٤ ، وشرح المفصل ج ٣ / ١٢٥ ، والهمع ج ١ / ٦٤].
(٢٨٢) ألم تر أنّ البغّل يتبع إلفه |
كما عامر واللؤم مؤتلفان |
البيت غير منسوب. وذكره السيوطي شاهدا على أن «ما» كفت «الكاف» عن العمل ، فدخلت على الجملة. قلت : إذا كان قوله «مؤتلفان» هي التي جعلتهم يقولون إن «ما» كفت الكاف ، فإننا يمكن أن نقرأها «يأتلفان». [الهمع ج ٢ / ٣٨].
(٢٨٣) ما سدّ حيّ ولا ميت مسدّهما |
إلا الخلائف من بعد النبيّين |