المثبتة «أقلاه» بمعنى أبغضه ، قال العيني : يقلاه : لغة طيّئ ، والبيت على لغتهم. [الأشموني / ج ٣ / ٨٠ ، والعيني في حاشيته. والهمع ج ٢ / ١٧٥].
(١٧) فلا تصحب أخا الجهل |
وإيّاك وإيّاه |
لا يعرف قائل هذا الهزج وأنشده السيوطي في باب التحذير ، وقال : ولا يكون المحذور ظاهرا ولا ضمير غائب ، إلا وهو معطوف ، وأنشد البيت شاهدا لضمير الغائب. وأوّله بقوله «أي : باعد منه ، وباعده منك». [الهمع ج ١ / ١٧٠ ، والدرر ج ١ / ١٤٥].
(١٨) إنما يعرف ذا الفضل من الناس ذووه
لم يذكروا الشاعر الذي قاله. ويبدو أنه كلام قديم ، فقد استشهد ابن منظور ، بما يشبه البيت ، ولم ينسبه ، وهو قوله :
إنما يصطنع المعروف في الناس ذووه
قال ابن يعيش ، يرحمهالله ، في مبحث الأسماء الخمسة : وأما «ذو» فلا تستعمل إلا مضافة ولا تضاف إلا إلى اسم جنس من نحو «مال ، وعقل» ونحوهما ، ولا تضاف إلى صفة ولا مضمر فلا يقال : ذو صالح ، ولا طالح ، ولا يجوز «ذوه» و «ذوك» لأنها لم تدخل إلا وصلة إلى وصف الأسماء بالأجناس ، كما دخلت «الذي» وصلة إلى وصف المعطوف بالجمل وكما أتي بأي ، وصلة إلى نداء ما فيه ال ، في قولك «أيها الرجل».
قال : وقد جاء مضافا إلى المضمر (وأنشد البيت) قال : والذي جسّر على ذلك كون الضمير عائدا إلى اسم الجنس ، وأضعف من ذلك ، قول من يقول : اللهم صل على محمد وذويه» لأن الضمير لا يعود إلى جنس ، والذي حسنه قليلا : أنها ليست بصفة موجودة الموصوف ، فجرت مجرى ما ليس بصفة ونقل ابن منظور عن ابن بري. قوله : إذا خرجت (ذو) عن أن تكون وصلة إلى الوصف بأسماء الأجناس ، لم يمتنع أن تدخل على الأعلام والمضمرات. ومن أمثلة الأعلام قولهم : ذو الخلصة. والخلصة ، اسم علم لصنم ، وذو كناية عن بيته ، ومثله «ذو رعين ، وذو جدن ، وذو يزن» وهذه كلها أعلام. [اللسان ـ ذو ، وشرح المفصّل ج ١ / ٥٣ ، ج ٣ / ٣٨ ، والهمع ج ٢ / ٥٠].
(١٩) ألا يا عمرو عمراه |
وعمرو بن الزّبيراه |