غير منسوب. ويظهر أنه كلام قديم ، إن كان المنادى المندوب عمرو بن الزبير ابن العوّام. قال الأشموني : إنّ الهاء التي في آخر الاسم المندوب لا تثبت وصلا ، وربما ثبتت في الضرورة ، مضمومة ومكسورة ، وأجاز الفرّاء إثباتها في الوصل ، بالوجهين ، ومنه قوله (وأنشد البيت). قال الصبّان : الشاهد في «عمراه» في نهاية الشطر الأول لأن محل الوصل العروض ، وأما الضرب فمحل وقف (الزبيراه) وفي الوقف تزاد الهاء قال : وقد يقال : العروض هنا مصرّعة ، فهي في حكم الضرب ، فتكون أيضا محل وقف فلا شاهد فيه ، وعمرو الأول منادى ، وعمراه ، تأكيد للمنادى ومندوب. [الأشموني ج ٣ / ١٧١ ، والعيني].
(٢٠) لها أشارير من لحم تتمّره |
من الثّعالي ووخز من أرانيها |
البيت للنمر بن تولب. يذكر راحلته ، ويشبهها بعقاب. وقبل البيت :
كأنّ رحلي على شغواء حادرة |
ظمياء قد بلّ من طلّ خوافيها |
والشغواء : العقاب ، سميت بذلك لاعوجاج منقارها. والشّغاء : العوج والحادرة : الغليظة. والظمياء ، فسرها ابن منظور مرة : المائلة إلى السواد. ومرة : العطشى الى الدّم. والخوافي : قصار ريش جناحها.
وأشارير : جمع إشرارة ، وهي القطعة من القديد. تتمّره ، تيّبسه. والتتمير : أن يقطع اللحم صغارا ويجفف. والثعالي : الثعالب. والأراني : الأرانب. والوخز : شيء ليس بالكثير ، قال ابن منظور : يقول : إن هذه العقاب تصيد الأرانب والثعالب. قلت : لكن قوله «من أرانيها» : يعني أرانبها ، كأن الهاء تعود إلى الثعالي.
ولعله يريد : أن هذه العقاب تتمّر اللحم مما تأخذه مما تصيده الثعالب من الحيوانات الكبيرة التي لا تستطيع أكلها فيبقى منه شيء تأخذه العقاب. أما الأرانب لصغرها فإنها تأكلها ، ولا يبقى منها إلّا «وخز» أي : قليل. و (من) قبل الثعالي للابتداء ، كما تقول : أخذت القلم من أحمد. أو تكون على حذف مضاف تقديره من لحم تتركه الثعالي ، فتكون للتبعبض. وأما «من» الأخيره ، فهي للتبعيض والله أعلم.
والشاهد في البيت : الثعالي ، والأراني : أبدل من الباء ـ موحدة ـ (ياء) مثناة ، قال بعضهم : يجوز في جمع ثعلب وأرنب : ثعال ، وأران وقال سيبويه ، لا يجوز إلا في