وقوله : عرضت : أتيت العروض ، وهو مكة والمدينة وما حولهما ، وقيل : هي جبال نجد ويروى : أيا.. وتكون حرف نداء.
والشاهد : أيا راكبا حيث جاء بالمنادى منصوبا لفظا ، لكونه نكرة غير مقصودة فهو لا يريد راكبا بعينه. [سيبويه / ١ / ٣١٢ ، والشذور ، والمفضليات / ١٥٦ ، والخزانة / ٢ / ١٩٤].
(٩) عميرة ودّع إن تجهزت غازيا |
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا |
من مطلع قصيدة لسحيم عبد بني الحسحاس. وعميرة : اسم امرأة والمعنى : اترك مواصلة الغواني إذا كنت قد عزمت على أن تقطع ما بينك وبين شواغل الدنيا ، ثم بيّن أن الإسلام والشيخوخة يردعان من لا يرتدع. ويروى أن عمر بن الخطاب سمعه فقال : لو قدمت الإسلام على الشيب لأجزتك.
وهو قول لا يصحّ ، لأن عمر بن الخطاب يعرف أن الشاعر لا يقدم أحد الرادعين حيث عطف بالواو ، وهي لمطلق الجمع ، ويعلم أيضا أن لفظ الإسلام لا يقدم على الشيب من حيث وزن البيت.
والشاهد : كفى الشيب ناهيا.. كفى : فعل ماض ـ والشيب : فاعل. ناهيا : حال من الشيب. وهو محل الشاهد : فإن الشاعر قد أتى بفاعل كفى غير مجرور بالباء الزائدة كما في قوله تعالى (كَفى بِاللهِ شَهِيداً) [الفتح : ٢٨] فدل البيت على أن الباء غير لازمة في فاعل كفى ، وهذا وجه مفارقة هذه الباء ، للباء في فاعل «أفعل به» في التعجب فإن باء التعجب لا يجوز إسقاطها من الكلام [الخزانة / ١ / ٢٦٧ ، وسيبويه ١ / ٢٣٠ ، والإنصاف / ١٦٨ ، وشرح المفصل ٢ / ١١٥].
(١٠) لتقعدنّ مقعد القصيّ |
منّي ذي القاذورة المقليّ |
|
أو تحلفي بربّك العليّ |
أني أبو ذيّالك الصّبيّ |
هذا الرجز منسوب إلى رؤبة بن العجاج ، وينسب إلى أعرابي قدم من سفر فوجد امرأته وضعت ولدا فأنكره.
والقصيّ : البعيد النائي. ذي القاذورة : المراد به ، الذي لا يصاحبه الناس لسوء خلقه ويقال : هذا رجل قاذورة ، وهذا رجل ذو قاذورة ، إذا كان الناس يتحامون صحبته لسوء