(٥) وإنّك إذ ما تأت ما أنت آمر |
به تلف من إيّاه تأمر آتيا |
والمعنى : إذا كنت تفعل ما تأمر الناس بفعله فإنهم يتأثرون بأوامرك فيفعلون ما تأمرهم به يريد : إنه ينبغي للإنسان أن لا يأمر بشيء إلا بعد أن يكون هو آتيا به.
والشاهد : إذما تأت. حيث جزم. بإذما فعلين ، أولهما «تأت» وثانيهما «تلف». [الأشموني / ٤ / ١١].
(٦) تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا |
ولا وزر مما قضى الله واقيا |
الشاهد : قوله : لا شيء باقيا و «لا وزر واقيا» حيث أعمل ، لا النافية في الموضعين عمل ليس. [الشذور ، والهمع / ١ / ١٢٥ ، والأشموني / ١ / ٢٥٣ ، وشرح أبيات المغني / ٤ / ٣٧٧].
(٧) إذا الجود لم يرزق خلاصا من الأذى |
فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا |
لأبي الطيب المتنبي. والتمثيل به في قوله : لا الحمد مكسوبا ـ ولا المال باقيا فإنه أعمل «لا» عمل ليس في الموضعين ، مع كون اسمها في الموضعين معرفة وقد ذكر النحويون بيت المتنبي ، لبيان خروجه على القاعدة ، وأن جعل اسم «لا» العاملة عمل ليس معرفة خطأ. ولكن بعضهم أجازه مستدلا بقول النابغة الجعدي :
وحلّت سواد القلب لا أنا باغيا |
سواها ، ولا عن حبّها متراخيا |
وقول الآخر :
أنكرتها بعد أعوام مضين لها |
لا الدار دارا ولا الجيران جيرانا |
فلا محلّ بعد ذلك لتغليط المتنبي ، لأنه على درجة من العلم بكلام العرب وأساليبهم. بحيث لا يقدم على الكلام إلا محتذيا بعض أساليبهم. [شرح أبيات المغني / ٤ / ٣٨٢].
(٨) فيا راكبا إمّا عرضت فبلّغا |
نداماي من نجران أن لا تلاقيا |
هذا البيت لعبد يغوث بن وقاص الحارثي من قصيدة يقولها وقد أسر في إحدى الحروب. وهي من شعر المفضليات.