والشاهد : واقيا ، وباقيا : حيث وقع كل منهما حالا من النكرة وهي «حمى» بالنسبة إلى «واقيا» و «أحد» بالنسبة لـ «باقيا» والذي سوغ ذلك أن النكرة مسبوقة بالنفي في الموضعين [الأشموني / ٢ / ١٧٥ ، وابن عقيل / ٢ / ٧٨].
(١٢) تقول ابنتي : إنّ انطلاقك واحدا |
إلى الرّوع يوما تاركي لا أبا ليا |
لمالك بن الريب من قصيدته التي يقول منها :
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة |
بجنب الغضا أزجي القلاص النواجيا |
|
فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه |
وليت الغضى ماشى الركاب لياليا |
ومعنى الشاهد : أنّ ابنتي تقول لي : إن ذهابك إلى القتال منفردا يصيرني لا محالة بلا أب ، لأنك تقتحم لظاها فتموت.
إن انطلاقك.. تاركي.. إن واسمها وخبرها. واحدا حال من الكاف التي هي ضمير المخاطب في «انطلاقك» لا أباليا : لا : نافية للجنس. أبا : اسمها ، ليا : جار ومجرور خبر «لا» والجملة مفعول ثان لتارك. ويجوز أن يكون «أبا» اسم لا منصوبا بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم. واللام في «ليا» زائدة. وياء المتكلم مضاف إليه. : وخبر «لا» محذوف وكأنه قال : لا أبي موجود.
والشاهد : «واحدا» حيث وقع حالا من المضاف إليه وهو الكاف في (انطلاقك) والذي سوّغ هذا أنّ المضاف إلى الكاف مصدر يعمل عمل الفعل ، فهو يتطلب فاعلا وهذه الكاف هي الفاعل ، فكان المضاف عاملا في المضاف إليه ويصحّ أن يعمل في الحال لأنّه مصدر.
ويروى البيت :
تقول ابنتي لمّا رأت طول رحلتي |
سفارك هذا تاركي لا أبا ليا |
وعليه ، فلا شاهد فيه ، إذا كان الشاهد كلمة «واحدا». هذا وقصيدة البيت عدتها ثمانية وخمسون بيتا مطلعها :
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة |
بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا |
وقالوا : إن مالك بن الريب ، كان لصا يقطع الطريق ، وعند ما ولّى معاوية ، سعيد ابن