بدا لي أني لست مدرك ما مضى |
ولا سابق شيئا إذا كان جائيا |
لزهير بن أبي سلمى : يقول : في البيت الثاني ـ وهو محلّ الشاهد ـ اعتبرت حال الزمان ، فبدا لي أني لست أدرك ما فات منه ولا أسبق ما لم يجئ بعد فيه قبل وقته. والمعنى أنّ الإنسان مدبّر لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا. والبيت الثاني شاهد ـ عند ابن هشام ـ على إبطال قول من قال : إنّ ناصب «إذا» ما في جوابها من فعل وشبهه ، لأن تقدير الجواب في البيت : إذا كان جائيا فلا أسبقه ، ولا يصح أن يقال : لأسبق شيئا وقت مجيئه. ويرى ابن هشام أن ناصب «إذا» شرطها ، وهو قول المحققين. واستشهد سيبويه بهذا البيت على جرّ سابق ، بالعطف على «مدرك» على توهم الباء فيه. [سيبويه / ١ / ٨٣ ، والخصائص / ٢ / ٣٥٣ ، والإنصاف / ١٩١ ، و ٣٩٥ ، وشرح المفصل / ٢ / ٥٢ وشرح أبيات المغني / ٢ / ٢٤٢. والهمع / ٢ / ١٤١].
(١٩) أراني إذا أصبحت أصبحت ذا هوى |
فثمّ إذا أمسيت أمسيت غاديا |
لزهير بن أبي سلمى ، مع أخويه السابقين في قصيدة واحدة. والشاهد أنّ الفاء في قوله «فثم» زائدة ، لما بين الفاء وثم من التنافي ، فالفاء تدل على الاتّصال. وثمّ تدلّ على الانفصال. [شرح أبيات المغني / ٣ / ٣٦ ، وشرح المفصل / ٨ / ٦٩].
(٢٠) وآس سراة الحيّ حيث لقيتهم |
ولا تك عن حمل الرّباعة وانيا |
للأعشى ، ميمون. والرباعة : ما ناب من نائبة. وهو شاهد على أن «عن» فيه بمعنى «في.. لقوله تعالى (وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي) [طه : ٤٢]. والبيت من قصيدة للأعشى تشتمل على نصائح وأمر بمكارم الأخلاق ، وأولها :
ذريني لك الويلات آتي الغوانيا |
متى كنت زرّاعا أسوق السّوانيا |
وفي القصيدة أبيات ذات معان إسلامية خالصة ، مع أن الشاعر جاهلي ، يقال : إنه همّ بالإسلام فردّته قريش فمات كافرا ، ولم يسمع القرآن. وجاء في القصيدة.
وإياك والميتات لا تقربنّها |
كفى بكلام الله عن ذاك ناهيا |
[انظر شرح أبيات مغني اللبيب ج ٣ / ٢٩٨].
(٢١) أتانا فلم نعدل سواه بغيره |
نبيّ بدا في ظلمة الليل هاديا |