ونظيره قوله أيضا يصف الحاج ، من المقصورة نفسها لابن دريد.
(٦٥) ينوي التي فضّلها ربّ العلا |
لمّا دحا تربتها على البنى |
ينوي : يقصد ، وفاعله ، ضمير يعود على مذكور في بيت سابق. وجملة ينوي صفة لهذا المذكور. والتي ينوي : هي مكة المكرمة. والبنى : بكسر الموحدة بعدها نون : جمع بنية : كقرب ، جمع قربة ، وفيها الضمّ أيضا فيكون ، مثل «عرى» جمع عروة ، وتكتب بالياء.
قال ابن هشام : فإن قوله «على البنى» متعلق ، بأبعد الفعلين ، وهو فضّل لا ، بأقربهما ، وهو «دحا» بمعنى «بسط» لفساد المعنى. [والبيت لابن دريد في المقصورة].
(٦٦) فإن عثرت بعدها إن وألت |
نفسي من هاتا ، فقولا : لا ، لعا |
من مقصورة ابن دريد. فإن عثرت : أي : سقطت. ووألت ، بالهمز : نجت ومضارعه «تئل» ومنه «الموئل» وهو الملجأ. وهاتا : بمعنى ، هذه. قال الخليل : «لعا» كلمة تقال عند العثرة ، وقال ابن سيده : كلمة يدعى بها للعاثر معناها ، الارتفاع. وقال ابن السيّد. وهو اسم فعل ، مبنيّ على السكون ، والتنوين فيه للتنكير. والفعل الذي يدل عليه «نعشك الله ، ورفعك».
والمعنى : إن نجوت من هذه القصة ، ثم إن عثرت ثانية ، فقولا لي : لا لعا ، أي : لا نجاة.
والبيت شاهد على أنه إذا اعترض شرط على آخر ، فإن الجواب المذكور للسابق منهما. وجواب الثاني محذوف مدلول عليه بالشرط الأول وجوابه. كما قالوا : في الجواب المتأخر عن القسم والشرط.
(٦٧) ومن مالئ عينيه من شيء غيره |
إذا راح نحو الجمرة البيض كالدّمى |
لعمر بن أبي ربيعة. ومن شيء غيره : نساء غيره. والجمرة : موضع رمي الجمار بمنى. والبيض : النساء. والدمى : صور الرخام. شبه النساء بها لأن الصانع لا يدخر جهدا في تحسينها وتلطيفها ، ولما لهنّ من السكينة والوقار.
والشاهد : إعمال «مالئ» عمل الفعل بعد تنوينه ، لأنه في معناه ومن لفظه. [العيني / ٣ / ٥٣١].