والشاهد قوله «هببت ألوم» حيث جاء هبّ من أفعال الشروع التي تحتاج إلى اسم وخبر. واسمه التاء ، وخبره الفعل المضارع ألوم. [الهمع ج ١ / ١٢٨ ، والدرر ج ١ / ١٠٣ ، وشذور الذهب].
(١٠٢) فما برحت أقدامنا في مقامنا |
ثلاثتنا حتى أزيروا المنائيا |
قاله عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ابن عمّ النبي صلىاللهعليهوسلم. ويحكي قصة يوم بدر ومبارزته الكفار ، هو وعلي وحمزة. وهم المقصودون بثلاثتنا. وكان عبيدة قد قطعت رجله يوم بدر وتوفي بالصفراء في طريق العودة بعد بدر نحو المدينة. وأزيروا : مبني للمجهول من «أزار» ويريد بهم الكفار. والمنائيا : المنايا جمع منية.
والشاهد : مجيء «ثلاثتنا» بدلا من ضمير المتكلمين في «مقامنا» بدل كلّ من كلّ ، حيث دلّ على الإحاطة.
وقوله : المنائيا ، وحقه أن يقول : المنايا. [الأشموني ج ٣ / ١٢٩ ، وج ٤ / ٢٩٢].
(١٠٣) قعيدكما الله الذي أنتما له |
ألم تسمعا بالبيضتين المناديا |
البيت للفرزدق ، ونسبه ابن منظور مرة للفرزدق ، ومرة لجرير ، وقعيدكما : لفظ قسم ، وهو مصدر استعمل منصوبا ، بفعل مضمر ، والمعنى : بصاحبك الذي هو صاحب كلّ نجوى ، كما يقال : نشدتك الله. وقيل : إنه استعطاف وليس بقسم (والبيضتان) مكانان ، كلاهما يسمى «البيضة».
وقوله : ألم تسمعا. جواب القسم. [اللسان ـ قعد ، وبيض ـ والهمع ج ٢ / ٤٥ ، والدرر ج ٢ / ٥٤].
(١٠٤) بأهبة حزم لذ وإن كنت آمنا |
فما كلّ حين من توالي مواليا |
مجهول. والأهبة : الاستعداد. والحزم : ضبط الأمر. ولذ : من لاذ ، يلوذ وبأهبة : متعلق بـ لذ. و «ما» نافية. كلّ : منصوب على الظرفية ، لإضافته إلى الظرف والظرف متعلق بـ (مواليا) خبر «ما» و «من» اسم «ما» وجاز تقدم معمول الخبر ، على الاسم ، لأنه ظرف. [الأشموني ج ١ / ٢٤٩ ، والعيني وشرح التصريح ج ١ / ١٩٩].
(١٠٥) أقول لصاحبيّ وقد بدا لي |
معالم منهما وهما نجيّا |