قبيل الغيبيات ولا تستند إلى اي سند علمي ، (اذ من ادرانا ان أصل (لا رجل في الدار)) هو (لا من رجل في الدار)؟ واذا كان الامر كذلك فلماذا لم تبح اللغة كلا النمطين؟ ولماذا تكون صيغة (لا رجل في الدار) جوابا لمن يسأل (هل من رجل في الدار؟). أفلا يحق للمتكلم ان يبادر بنفسه إلى الاخبار عن عدم وجود «رجل» في الدار دون ان يكون قد سئل عن ذلك؟) ، بادرنا إلى القول انه من الافضل والايسر على المعرب ـ ان لم يكن من الإعراب التقليدي بدّ ـ ان يجاهر بنصب اسم (لا) النافية للجنس كيفما وقع ، بدلا من أن يلجأ إلى التقعّر والتعقيد فيقول ببنائه على الفتح ، او على الياء (في حال التثنية او جمع المذكر السالم) ، أو على الألف (في حال كونه من الاسماء الخمسة) ، أو على الكسر بدلا من الفتح (في حال كونه جمعا مؤنثا سالما) ، وبنصبه محلا لأن (لا) تعمل النصب كما تعمله (إنّ).
ثم ان «اعراب» اسم (لا) النافية للجنس أعمّ واشمل من «بنائه» ، اذ هو معرب في نظر النحاة في الحالات التالية :
ـ اذا وليه مضاف إليه : (لا صاحب جود ممقوت).