اللغوي. فلقد كان الأولى بالنحاة أن يدرسوا الجملة الشرطية كما شاءتها اللغة العربية ، لا كما شاءوها هم. لقد فرضوا أنه إذا لم يقع جواب الشرط «فعلا» ، فلا بد أن يكون «جملة». وهكذا لم تكن الحال «رجالا» (وهي هنا بمعنى راجلين) ـ والأخرى «ركبانا» (وهي هنا بمعنى راكبين) ـ لتصلح جوابا للشرط في رأيهم ، على الرغم من تضمنها معنى الفعل وهو القيام للصلاة في حال الترجّل ـ أو في حال الركوب ـ فارهقوا طالب النحو وممارس الإعراب بتقدير «فعل» يكون الجواب ، مع أن الكلام واضح تام ومنسجم مع روح العربية في الميل إلى الإيجاز. ولا نظن أنه تجديف على اللغة وافتئات على قدسيتها أن يقال إن الحال «رجالا» هي جواب الشرط (فَإِنْ خِفْتُمْ) في الآية ٢٣٩ من البقرة.
أما بالنسبة إلى الآية ٢٨٢ من البقرة فلسنا ندري لم لا يكون التقدير «فإن لم يكونا رجلين فالمطلوب رجل وامرأتان» ـ أو ما شاكله ـ وعليه يكون المحذوف هو المبتدأ ويكون (رجل) خبره ، وتكون الجملة الاسمية قد حلّت محلّ جواب الشرط. فلماذا