ثقل ـ في رأينا ـ دخول الفاء على لام التوكيد في «لمغفرة» التي استجابت لأختها في «لئن» ووازتها لغرض إبلاغي ، فكان في ذلك غناء عن الفاء. ثم إن حذف الفاء قد صح في الاستعمال ، وأقرّه الأخفش نفسه في النص القرآني : (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ) ـ كما رأينا أعلاه ـ وورد في الشعر في قول حسان بن ثابت :
من يفعل الحسنات الله يشكرها |
|
والشرّ بالشرّ عند الله مثلان |
فقد جاء جواب الشرط «الله يشكرها» خلوا من فاء الربط.
وأما بالنسبة إلى الآية ١٨٠ من البقرة ففي رأينا أن الجملة المصدرة بـ «إذا» أو بـ «إن» تحتاج إلى جواب إذا جاءت في صدر الكلام كقولنا «إذا أردت الخير فاعمل له» أو «إن أردت الخير فعليك أن تسعى إليه» أو ما شابه ذلك. أما إذا اعترضت الجملة المصدرة بـ «إذا» في أثناء الكلام ، فإنها لا تعود جملة شرطية وتخلص «إذا» فيها للظرفية ـ بمعنى