النَّخْلَةِ) [مريم / ٢٥] ، و «ضرب (بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ) [الحديد / ١٣] ، وقولهم (زوّجتك بفلانة).
ولا بد قبل مناقشة آراء الأخفش من المسارعة إلى التذكير بأن من منطلقات النحاة الفادحة الخطأ فكرة «الزيادة» في الكلام. فلقد جرّهم إليها في اعتقادنا (ميكانيكية الإعراب) المستندة أولا وأخيرا إلى فكرة «العامل». فـ (ليس) مثلا ترفع اسما وتنصب خبرا. وإذا جاء خبرها مقترنا بالباء فهو ، لا مندوحة ، مجرور لفظا ـ على أساس أن (الباء) من العوامل اللفظية التي لا بد من ظهور عملها في ما بعدها ـ منصوب محلا ـ على أساس عمل (ليس) النصب في الأحوال العادية. وإذ كان محالا في نظرهم أن يجتمع عاملان على معمول واحد ، فلا بد أن يكون أحدهما طارئا أو (زائدا). ولما كان من غير المعقول أن تكون (ليس) هي الزائدة ـ لأن الكلام لا يستقيم بدونها ـ فلتكن الباء هي الزائدة ، بغضّ النظر عما يقول به البلاغيون من زيادة المعنى لزيادة المبنى ، ومن دون إقامة وزن لإرادة المتكلم زيادة (الباء) في خبر (ليس) لغرض إبلاغي هو توكيد نفي صفة معيّنة (لا يفوتنا أن نشير إلى أن ما يعتبره النحاة خبرا لا يخرج عن كونه صفة) عن الاسم