الموصوف. فهو حين يقول : «ليس فلان بأهل لهذا» يريد قطع كل احتمال لأهلية الرجل ، وهذا ما لا توفرّه الصيغة التقريرية : «ليس فلان أهلا لهذا».
وبعد ، فإن المرء ليستغرب أن يجنح عقل كعقل الأخفش إلى التغاضي عن ذلك كله فيجيز للمتكلم صيغة لا تخدم أي غرض إبلاغي. إذ ما الذي يدفعه إلى أن يقول «زيد بقائم»؟ إذا كان إرادة التوكيد ، فقد أتاحت له اللغة أكثر من وسيلة إلى ذلك :
ـ لزيد قائم.
ـ إن زيدا قائم.
ـ إن زيدا لقائم.
ـ إنما زيد قائم. الخ ...
وأما قياسه «زيد بقائم» على «جزاء سيئة بمثلها» فبعيد كل البعد ، لأن الباء في الصيغة الأخيرة ملازمة للفعل (جزى) ، ومزيده (جازى) ، لإقامة معادلة بين الجزاء والمجزيّ عليه. فالجزاء على (السيئة) يكون بـ (السيئة) ، وعلى (الحسنة) بـ (الحسنة). وقد جاء في الآية ١٧ من سورة سبأ : (ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا) ، فهل (الباء) فيها زائدة؟ وليس من التجديف على اللغة ، ولا على قدسية الإعراب ، اعتبار