افتتاحية الندوة
السيّد محمّد العوّامي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمّد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
القطيف واحة تواجه أمواج الخليج من جهة ، ورياح الصحراء من جهتها الاُخرى ، لها أعماق غائرة في صلب التاريخ ، طالما أوصل البحر إليها غزاة تركوا آثارهم فيها عندما غادروها ، فأصبحت نسيج حضارات امتزجت مع بعضها حتى صارت جزءاً من تكوين المنطقة عبر امتداد الغزو منذ الفينقيين إلى البرتغاليين.
وفي يوم من أيام التاريخ الإنساني المشرق ، نشرت رياح الصحراء على المنطقة راية خفّاقة استظلت بها القطيف ولا زالت تستظلّ بأفيائها الفينانة. وتحدّثت القطيف فكانت لغة الذوبان والارتباط الصميمي بأهل البيت عليهمالسلام منبع الفكر ومصدر الإشعاع وخزّان العلم.
انعكست هذه الأجواء على أرض القطيف صرحاً حضارياً له امتداذ متميز في ميادين العلوم الدينية ، ودور واضح المعالم في تفعيل وتنشيط الحركة الفكرية في العالم الإسلامي.