الإسلامية (٢٨) ، وإن نتج عن ذلك شيء حميد كردّة فعل طبيعية فطرية لدى الشاعر البدوي المنصهر بالإسلام فظهر شعر الحب العذري ومن ثم الشعر الصوفي.
ممّا حدا بأولئك المشبوهين إلى حرف شعر الحب وتوجيهه وجهات فجّة من خلال خلق قصص غرامية أو حتى خلق نصوص ملفّقة تنسب إلى هذا الشاعر أو ذاك لإفساد جوّه النقي ، أو تشويه صورته المستقيمة في أنظار الناس (٢٩) .
وهناك حقيقة مهمة تستحق الدراسة والتأمّل وهي وشائج القربى بين شخصيات شعر الحب ( وبالأخصّ كثير عزّة وجميل بثينة وقيس بن ذريح ) وبين خط الشعر الإسلامي ( المعارض ).
وعلى الرغم من كل ذلك ظل الشعر المرتبط بأهل البيت عليهمالسلام جمراً تحت الرماد ، حتى فاجعة كربلاء فانطلق بكل قوّة واحتجاج ولم يهدأ حتى هذه اللحظة وهو يحمل أصالة الانتماء إلى الإسلام فكراً ورؤى واستشراقاً للمستقبل ، مع محافظته على تأثيرات القرآن ونصوصه المقدّسة فجاء صادقاً رقيقاً طافحاً بالحبّ والحزن والثورة في آن معاً.
الهوامش
(١) موسوعة النبي وأهل بيته في الشعر العربي ـ الجزء الثاني ـ. (٢) ابن أعثم الكوفي : ج ٤ ص ٢٩٢ وقد وردت الكلمة الأخيرة من البيت الأوّل هكذا ( مسلما ) وهو خطأ واضح ولعلّه مطبعي. |
|
(٣) موسوعة النبي وأهل بيته في الشعر العربي ـ الجزء الثاني ـ. (٤) بحار الأنوار : ج ٤٤ ص ١٠٣. (٥) المصدر السابق : ج ٤٤ ص ١٠٣. (٦) العقد الفريد : ج ٣ ص ٨١. (٧) أعيان الشيعة : ج ١ ص ٥٧٥. |