هبي دمنا المفجَّر أريحياً |
|
فكيف رميته البيض الخِفافا |
وكيف رأيت مجدك أن تصفّي ( م ) |
|
الأسنّة والسيوف له اصطفافا |
رغبت عن العلى شرفاً ومجداً |
|
وتأبين المروءة والعفافا |
سطوت بغدرة فزرعت لؤماً |
|
وعُدنا نحصد الشرف المضافا |
ولو لا ما أراد الله فينا |
|
لأورثناكِ ذلاً واعتسافا |
وأوردناك فيضَ دمٍ وكأساً |
|
مُصبَّرة وبالسيف ٱنتصافا |
بدأت بحربنا حتى مضينا |
|
عن البيت ابتعاداً وانصرافا |
فليت شعاب مكة ما استفاقت |
|
على سمّ القطيعة أن يدافا |
ورحت تحكّمين السيف دهراً |
|
إلى أن كَلَّ عزمُك أو تنافى |
وأرخصت الدماء إذ انتضينا |
|
سيوف نبوّةٍ بيضاً رهافا |
وأيّ مدى يغطّي الشمس حتى |
|
تنكّر مستريبٌ أو تجافى |
وآمنّاك من فزع وإنا |
|
نُؤمِّن مستغيثا أن يخافا |
وآثرنا عليك الوحي حتى |
|
ملكنا البيت رُكناً والطّوافا |
وأعطيناك فكراً مستنيراً |
|
ففضلت التنافر والخلافا |
وكم سطعت لنا شمس فعادت |
|
على عينيك قاراً أو غلافا |
كأنّك ترتدين الليل ستراً |
|
ليفضحك النهار إذا توافى |
ركبت خيولَ حقدك فاستشاطت |
|
وأزمعت الشقاق والاختلافا |
وكم رحمٍ قطعت بغير حقّ |
|
ركبت هوىً وأحلاماً خفافا |
وفي بيت النبي أطلّ فجرٌ |
|
ورفرف بيرق خفق انعطافا |
فأسرجنا إليك لسانَ وحي |
|
يقارع ألف صرحٍ إن تنافـى |
ويا بكر النبوّة ألف نجم |
|
إلى قدميك قد سجد اعترافا |
تلاقى فيك عُرْفُ دم كريم |
|
فلامس بالهدى منك الشِّغافا |