ولو نظرنا إلى هذا التراسل بين الأوزان الخمسة التي نظّم عليها الشاعر عمودياً لرأينا ما يلي :
١ ـ من :
نضّر الأرض أيّها الحسن |
|
يُدهش الخلد تنبهر عدنُ |
إلى :
في جدار البقيع في مدن |
|
حيث لا غير حزنها مدن |
تنتظم تفعيلاتها على بحر الخفيف المهذّب :
فاعلاتن مستفعلن فعلن |
|
فاعلاتن مستفعلن فعلن |
مع خبن ( فاعلاتن ) لتصبح ( فَعِلاتن ) أحياناً وكثرة خبن ( مستفعلن ) لتصبح ( مَفاعِلُن ).
والخبن كما هو معروف زحاف يحذف به الحرف الثاني الساكن من التفعيلة فتصبح ( مستفعلن = مُتَفْعِلُنْ ) وتتحوّل للتسهيل إلى ( مَفاعِلُنْ ) وكذلك ( فاعلاتن = فَعِلاتُنْ ، فَاعِلُنْ = فَعِلُنْ ).
٢ ـ إفراد شطر ( وغفا الحلمُ أو صحا الوسنُ ) بخبن ( فاعلاتن ومستفعلن ) ليصبح وزن الشطر :
فَعِلاتن مَفاعِلُن فَعِلُنْ
من بحر الخفيف المهذّب أيضاً.
٣ ـ الإتيان ببحر المتدارك المنهوك مع خبن ( فاعِلُنْ ) لتصبح ( فَعِلُنْ ) هكذا : وانطوى الزمنُ : فاعِلُنْ فَعِلُنْ.
ليكون البناء الإيقاعي متوافقاً على وحدة ( فاعلن فعلن ) الموجودة أيضاً في نهاية بحر الخفيف المهذّب بالشكل الآتي :
فاعلاتن مـ ( فاعلن فعلن ).