فاعلن فعلن |
|
كل هذا استحضار وتهيئة للمقطع الختامي فهو يبني لنا بحسّه المعماري المكثّف بناءه هيكلاً من الداخل ، وواجهات من الخارج ليجعلنا نستأنس بهذه القفزات أو التنويعات الإيقاعية.
٦ ـ إرجاع آخر إلى بحر الخفيف المهذّب بشطر واحد يحمل نفس القافية النونيّة ونفس حركة حرف الروي المضموم :
فاعلاتن مفاعلن فعلن |
|
أطلق الخصب فهو مرتهنُ |
|
٧ ـ تهيئة اُخرى واستبذار لبحر المتدارك بصيغة مجزوءة :
يولد النوء يختزنُ |
|
فاعلن فاعلن فعلن |
|
ويحافظ الشاعر على القافية النونية وحركة حرف الروي المضمومة ليخمِّن التراسل المطلوب بين الصيغ الوزنية الإيقاعية التي انشأها وبناها.
٨ ـ ستة أبيات من بحر البسيط جاء بها الشاعر ليفاجأنا ببناء مشتمل صغير قرب البناية الأصلية ، داخل نفس المساحة لكنّه مغاير لها طولاً وعرضاً وارتفاعاً.
وإمعاناً في الإدهاش والمفاجأة نظمت المقطوعة على قافية همزية مضمومة الرَّوي غريبة على النّظم المتعارف ، لقلّة المفردات التي تنتظم في سياقها ، وهنا يحقّ لنا أن نتساءل : لِمَ لمْ يأت الشاعر بقافية المقطوعات الاُخرى ( حرف النون المضموم ) ليحدث توافقاً موسيقياً قائماً على ما يُسمّى في الموسيقى ( الطباق كونتربوينت ) ؟
والجواب هنا هو أنّ
الشاعر لا يريد ان يستفيد من الإمكانات الفنية ذات الطابع الزماني مثل الموسيقى إلّا بعد ان تحلّى بحسّه المعماري المكاني ،