ولو أردنا الاستفاضة لملأنا الكتاب كله من هذا الشعر المستطاب الفريد ، ولكن حسبنا من القلادة ما أحاط بالجيد.
٣ ـ المجاز المرسل :
في قوله تعالى : «من إملاق» فهو جار مجرى الكناية ، لأنه إذا خرج ماله من يده ركبه الفقر فاستعمل لفظ السبب في موضع المسبب ، قال في أساس البلاغة : «ومن المجاز أملق الدهر ماله : أذهبه وأخرجه من يده ، وأملق الرجل : أنفق ماله حتى افتقر ، ورجل مملق. وقال أعرابي : قاتل الله النساء كيف يمتلقن العلل لكأنها تخرج من تحت أقدامهن ، أي : يستخرجنها».
الفوائد :
لابن هشام كلام مطوّل في هذه الآية قال : «وقوله تعالى :«قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا» فقيل :إن لا نافية ، وقيل : ناهية ، وقيل : زائدة ، والجميع محتمل. وحاصل القول في الآية أن «ما» خبرية بمعنى الذي ، منصوبة بـ «أتل» وحرم ربكم : صلة ، وعليكم متعلقة بحرم. هذا هو الظاهر. وأجاز الزجاج كون «ما» استفهامية منصوبة بحرم ، والجملة محكية بـ «أتل» لأنه بمعنى أقول ، ويجوز أن يعلق «عليكم» بـ «أتل» ، ومن رجح إعمال أول المتنازعين ـ وهم الكوفيون ـ رجحه على تعلقه بحرّم. وفي أن وما بعدها أوجه : أن يكونا في موضع نصب بدلا من «ما» ، وذلك على أنهما موصولة لا استفهامية ، إذ لم يقترن البدل بهمزة الاستفهام. الثاني أن يكونا في موضع رفع خبر