لقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار » (١) ، وهو من التفسير بالرأي المنهي عنه ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من فسَّر القرآن برأيه وأصاب الحق فقد أخطأ » (٢) ، وهذا المعنىٰ منحدر عن الأصل اللغوي لتحريف الكلام.
ومنها : التحريف اللفظي ، وهو علىٰ أقسام :
منها : التحريف بالزيادة والنقصان ، وهو علىٰ ثلاثة أنحاء :
أ ـ تحريف الحروف أو الحركات ، وهذا راجع إلىٰ القراءات القرآنية ، وهو باطل إلَّا في ألفاظ قليلة كقراءة قوله تعالىٰ : ( وَامْسَحُواْ بِرُؤُسِكُمْ وَأرْجُلَكُمْ ) (٣) بكسر لفظة الأرجل ونصبها ، وغيرها ممّا لم يخالف أُصول العربية وقراءة جمهور المسلمين ، وورد به أثر صحيح.
ب ـ تحريف الكلمات ، وهو إمَّا أن يكون في أصل المصحف ، وهو باطل بالإجماع ، وإمَّا أن تكون زيادة لغرض الإيضاح لما عساه يشكل في فهم المراد من اللفظ ، وهو جائز بالاتفاق.
ج ـ تحريف الآيات أو السور ، وهو باطل بالإجماع (٤).
١ ـ التحريف بالزيادة : بمعنىٰ أنّ بعض المصحف الذي بين أيدينا
______________________
(١) التبيان للطوسي ١ : ٢٤ ، الإتقان للسيوطي ٤ : ٢١٠.
(٢) التبيان للطوسي ١ : ٤.
(٣) المائدة ٥ : ٦.
(٤) توجد أنحاء أُخر من التحريف راجعة ـ بشكل أو بآخر ـ إلىٰ ما ذكرناه. أُنظر : البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي : ٢١٥.