الشيعة وُصِفت كلّ أحاديثه بالصحّة وقوبلت بالتسليم لدىٰ الفقهاء والمحدّثين.
يقول الشيخ الاستاذ محمّد جواد مغنية : « إنّ الشيعة تعتقد أنّ كتب الحديث الموجودة في مكتباتهم ، ومنها ( الكافي ) و ( الاستبصار ) و ( التهذيب ) و ( من لا يحضره الفقيه ) فيها الصحيح والضعيف ، وإنّ كتب الفقه التي ألّفها علماؤهم فيها الخطأ والصواب ، فليس عند الشيعة كتاب يؤمنون بأنّ كلّ ما فيه حقٌّ وصوابٌ من أوّله إلىٰ آخره غير القرآن الكريم ، فالأحاديث الموجودة في كتب الشيعة لا تكون حجةً علىٰ مذهبهم ولا علىٰ أيّ شيعي بصفته المذهبية الشيعية ، وإنّما يكون الحديث حجّةً علىٰ الشيعي الذي ثبت عنده الحديث بصفته الشخصية ».
ويكفي أن نذكر هنا أنّ كتاب الكافي للشيخ محمد بن يعقوب الكليني المتوفّىٰ ٣٢٩ ه ، وهو من الكتب الأربعة التي عليها المدار في استنباط الاحكام الشرعية ، يحتوي علىٰ ستة عشر ألفاً ومئتي حديث ، صنفوا أحاديثه ـ بحسب الاصطلاح ـ إلىٰ الصحيح والحسن والموثق والقوي والضعيف.
٢ ـ لا يجوز نسبة القول بالتحريف
إلىٰ الرواة أو مصنفي كتب الحديث ، لأنّ مجرد رواية أو إخراج الحديث لا تعني أنّ الراوي أو المصنّف يعتقد بمضمون ما يرويه أو يخرجه ، فقد ترىٰ المحدث يروي في كتابه الحديثي خبرين متناقضين يخالف أحدهما مدلول الآخر بنحو لا يمكن الجمع بينهما ، فالرواية إذن أعم من الاعتقاد والقبول والتصديق بالمضمون ، وإلّا لكان البخاري ومسلم وسواهما من أصحاب الصحاح