هنا التأويل الباطل والتلاعب بالمعاني ، قال عليهالسلام : « وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه ، وحرفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه... » (١) أي إنّهم حافظوا علىٰ ألفاظه وعباراته ، لكنّهم أساءوا التأويل في معاني آياته.
الطائفة الثانية : الروايات الدالّة علىٰ أنّ بعض الآيات المنزلة من القرآن قد ذُكِرت فيها أسماء الائمة عليهمالسلام ، ومنها :
١ ـ ما رُوي في ( الكافي ) عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، قال : « نزل جبرئيل بهذه الآية علىٰ محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم هكذا : ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا ـ في عليّ ـ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ ) (٢) ( البقرة ٢ : ٢٣ ).
٢ ـ ما رُوي في ( الكافي ) عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام في قول الله تعالىٰ : ( وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ ـ في ولاية عليّ والأئمة من بعده ـ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) ( الاحزاب ٣٣ : ٧١ ) هكذا نزلت (٣).
٣ ـ ما رُوي في ( الكافي ) عن منخل ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : « نزل جبرئيل علىٰ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه الآية هكذا ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا ـ في عليّ ـ نُوراً مُبِيناً ) ( النساء ٤ : ٤٧ ).
ويكفي في سقوط هذه الروايات عن درجة الاعتبار نصّ العلّامة المجلسي في ( مرآة العقول ) علىٰ تضعيفها ، ويغنينا عن النظر في
______________________
(١) الكافي ٨ : ٥٣ / ١٦.
(٢) الكافي ١ : ٤١٧ / ٢٦.
(٣) الكافي ١ : ٤١٤ / ٨.