باطنه ، لا نقص آياته وكلماته وسوره ، وقوله « ولو قد قام قائمنا فنطق صدّقه القرآن » فانّ الذي يصدّق القائم ( صلوات الله عليه ) هو هذا القرآن الفعلي الموجود بين أيدي الناس ، ولو كان محرفاً حقّاً لم يصدقه القرآن ، فمعنىٰ ذلك أنّ الإمام الحجة ( صلوات الله عليه ) سوف يُظهر معاني القرآن علىٰ حقيقتها بحيث لا يبقىٰ فيها أي لبسٍ أو غموض ، فيدرك كلّ ذي حجا أن القرآن يصدّقه ، فالمراد من الحديث الأول ـ علىٰ فرض صحّته ـ أنّهم قد حرّفوا معانيه ونقصوها وأدخلوا فيها ما ليس منها حتىٰ ضاع الأمر علىٰ ذي الحجا.
أمّا الرواية الثانية ففي سندها عمرو بن أبي المقدام ، وقد ضعّفه ابن الغضائري (١) ، وفي سند الرواية الثالثة المنخّل بن جميل الأسدي ، وقد قال عنه علماء الرجال : ضعيف ، فاسد الرواية ، متّهم بالغلوّ ، أضاف إليه الغلاة أحاديث كثيرة (٢).
وعلىٰ فرض صحّة الحديثين فإنّه يمكن توجيههما بمعنىٰ آخر يساعد عليه اللفظ فيهما ، قال السيد الطباطبائي : « قوله عليهالسلام : إنّ عنده جميع القرآن ؛ إلىٰ آخره ، الجملة وإن كانت ظاهرةً في لفظ القرآن ، ومشعرة بوقوع التحريف فيه ، لكن تقييدها بقوله : « ظاهره وباطنه » يفيد أنّ المراد هو العلم بجميع القرآن ، من حيث معانيه الظاهرة علىٰ الفهم العادي ، ومعانيه المستبطنة علىٰ الفهم العادي » (٣).
______________________
(١) أُنظر مجمع الرجال ٤ : ٢٥٧ و ٦ : ١٣٩ ، رجال ابن داود : ٢٨١ / ٥١٦.
(٢) أُنظر مجمع الرجال ٤ : ٢٥٧ و ٦ : ١٣٩ ، رجال ابن داود : ٢٨١ / ٥١٦.
(٣) التحقيق في نفي التحريف : ٦٢.