٣ ـ ما رواه الشيخ الصدوق في ( ثواب الاعمال ) عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : « سورة الاحزاب فيها فضائح الرجال والنساء من قريش وغيرهم يا بن سنان ، إنّ سورة فضحت نساء قريش من العرب ، وكانت أطول من سورة البقرة ، ولكن نقّصوها وحرّفوها » (١). وهذه الروايات لا نصيب لها من الصحّة ، فهي بين ضعيف ومرسل ومرفوع ، ومن الممكن القول بأنّ تلك الاسماء التي أُلقيت إنّما كانت مثبتةً فيه علىٰ وجه التفسير لألفاظ القرآن وتبيين الغرض منها ، لا أنّها نزلت في أصل القرآن : وقد ذكر ذلك الفيض الكاشاني في ( الوافي ) والسيد الخوئي في ( البيان ) وغيرهما.. بل إنّ الشيخ الصدوق ـ وهو رئيس المحدّثين ـ الذي روىٰ الخبر في كتابه ( ثواب الاعمال ) ينصّ في كتابه ( الاعتقادات ) علىٰ عدم نقصان القرآن ، وهذا مما يشهد بأنّهم قد يروون ما لا يعتقدون بصحّته سنداً أو معنىً.
الطائفة الخامسة : الأحاديث التي تتضمّن بعض القراءات المنسوبة إلىٰ الأئمة عليهمالسلام ، ومنها :
١ ـ روىٰ الكليني بإسناده عن عمران بن ميثم ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : « قرأ رجل علىٰ أمير المؤمنين عليهالسلام : ( فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُونَ ) ( الانعام ٦ : ٣٣ ) فقال عليهالسلام : بلىٰ والله لقد كذَّبوه أشدّ التكذيب ، ولكنّها مخفّفة ( لا يكذبونك ) لا يأتون بباطل يكذبون به حقّك » (٢).
______________________
(١) ثواب الأعمال : ١٠٠.
(٢) الكافي ٨ : ٢٠٠ / ٢٤١.