تكذيبها بتاتاً ، والدعاء علىٰ راويها بسوء المصير » (١).
ويقول ابن الخطيب : « علىٰ أنّ هذه الأحاديث وأمثالها ، سواء صحّ سندها أو لم يصحّ ، فهي علىٰ ضعفها وظهور بطلانها ، قلّة لا يعتدّ بها ، ما دام إلىٰ جانبها إجماع الأُمّة ، وتظاهر الأحاديث الصحيحة التي تدمغها وتظهر أغراض الدين والمشرّع بأجلىٰ مظاهرها » (٢).
وجماعة منهم قالوا بوضع هذه الأحاديث واختلاقها من قبل أعداء الإسلام والمتربّصين به ، يقول الحكيم الترمذي : « ما أرىٰ مثل هذه الروايات إلّا من كيد الزنادقة ».
ويقول الدكتور مصطفىٰ زيد : « وأمّا الآثار التي يحتجّون بها.. فمعظمها مروي عن عمر وعائشة ، ونحن نستبعد صدور مثل هذه الآثار بالرغم من ورودها في الكتب الصحاح ، وفي بعض هذه الروايات جاءت العبارات التي لا تتّفق ومكانة عمر وعائشة ، ممّا يجعلنا نطمئنّ إلىٰ اختلاقها ودسّها علىٰ المسلمين » (٣).
إذن ، فهم موافقون للشيعة الإمامية في القول بنفي التحريف ، فيكون ذلك ممّا اتّفقت عليه كلمة المسلمين جميعاً ، يقول الدكتور محمّد التيجاني : « إنّ علماء السُنّة وعلماء الشيعة من المحقّقين ، قد أبطلوا مثل هذه الروايات واعتبروها شاذّة ، وأثبتوا بالأدلّة المقنعة بأنّ القرآن الذي بأيدينا هو نفس القرآن الذي أُنزل علىٰ نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وليس فيه زيادةٌ ولا نقصان ولا تبديل ولا تغيير » (٤).
______________________
(١) الفقه علىٰ المذاهب الأربعة ٤ : ٢٦٠.
(٢) الفرقان : ١٦٣.
(٣) النسخ في القرآن ١ : ٢٨٣.
(٤) لأكون مع الصادقين : ١٦٨ ـ ١٧٦.