من خفف إن ، ولما ، في الآيتين (١).
وإذا أهملت إن ولم يظهر المعنى وجب أن يلحق خبرها اللام ؛ للفرق بين إن النافية وإن المخففة من الثقيلة ويقال لهذه اللام الفارقة (٢).
__________________
والهاء : ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة ، والميم علامة الجمع ، وجملة القسم وجوابه صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
(١) وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبو عمرو والكسائي ، وقرأ عاصم وحمزة وابن عامر بتشديد لما في الآيتين ، وتخفيف أن. وعلى قراءة من شدد لما تكون إن نافية ولمّا إيجابية بمعنى إلا ، والتقدير في الآية الأولى : ما كل نفس إلا عليها حافظ. وفي الثاني : ما أرى كلا إلا ليوفينهم ربك أعمالهم ؛ فكلّا منصوب بفعل محذوف تقديره أرى.
(٢) لأنه لما خففت إن وأهملت صارت صورتها صورة إن النافية ، فإذا قلت : إن زيد منطلق ، احتمل أن تكون إن هي النافية ، والمعنى ما زيد منطلق ، واحتمل أن تكون إن هي المخففة من الثقيلة ، ويكون المعنى زيد منطلق ، فلأجل هذا الالتباس وجب الإتيان باللام لأنها فرقت بين النفي والإثبات ؛ ولذا قيل لها : اللام الفارقة. ولا تلزم اللام في خبرها إلا إذا لم يظهر المعنى كالمثال السابق ، فإن ظهر المعنى لوجود قرينة رافعة لاحتمال النفي لم تلزم اللام ، كقول الطرماح حكم بن حكيم :
أنا ابن أباة الضيم من آل مالك |
|
وإن مالك كانت كرام المعادن |
فإن مخففة بطل عملها ، ومالك مبتدأ ، والجملة بعده في محل رفع خبر لأن القرينة دالة على أن القصد من الكلام الإثبات لا النفي ، وإن عملت إن المخففة من الثقيلة لم تلزم اللام في خبرها لحصول الفرق بالعمل نحو : إن زيدا منطلق.