فإن سبقت بظن فيجوز أن تكون مخففة من الثقيلة ، وأن تكون ناصبة للفعل المضارع ، وقد قرئ بالوجهين قوله تعالى : (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ)(١) ؛ فمن رفع تكون (٢) ، فأن مخففة من الثقيلة ومن نصبها (٣) ، فأن حرف مصدر ينصب المضارع. وإن لم تسبق بعلم ولا ظن فيتعين
__________________
واعلم فعلم المرء ينفعه |
|
أن سوف يأتي كل ما قدرا |
وقوله تعالى : (أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً ،) وقوله : (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ،) يقول ابن مالك :
وإن تخفف أن فاسمها استكن |
|
والخبر اجعل جملة من بعد أن |
وإن يكن فعلا ولم يكن دعا |
|
ولم يكن تصريفه ممتنعا |
فالأحسن الفصل بقد أو نفي أو |
|
تنفيس أو لو وقليل ذكر لو |
(١) وحسبوا ألا تكون فتنة : الواو : حرف عطف. حسبوا : فعل وفاعل ؛ حسب : فعل ماض مبني على الفتح وهو من أخوات ظن تنصب مفعولين ، والواو : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. أن : مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوبا تقديره أنه. لا : حرف نفي. تكون : فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، متصرف من كان التامة بمعنى تحصل. فتنة : فاعل كان مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها سد مسد مفعولي حسب ، وجملة كان وفاعلها في محل رفع خبر أن المخففة ، وعلى قراءة النصب فأن حينئذ حرف مصدر ونصب ، ولا نافية ، وتكون : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه فتح آخره ، وفتنة فاعل والتقدير : وحسبوا عدم كون أي حصول فتنة.
(٢) الرفع قراءة أبي عمر وحمزة والكسائي.
(٣) النصب قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وعاصم.