غيره. بلى ، قد يستخلف فيه برهة من الزمن ، ولكنّه يموت عنه كلّ أهله ليعود إليه تعالى.
٤ ـ ثمّ أنّ الإنفاق لا يزيد الله شيئا وهو الغني الحميد ، إنّما النفع والضرر يعودان على الإنسان نفسه ، فهو إن أنفق نمى ماله ، وبنى مجتمعة ، وصار إلى ثواب الله ورضوانه ، أمّا إذا بخل فلن يحصد إلّا التلف ، والتخلّف في الدنيا ، وألوان العذاب في الآخرة.
وتعالج السورة أيضا قضايا تتصل بالإنفاق.
الثاني : العدالة الاجتماعيّة كهدف تنزّلت له جميع رسالات الله ، وسعى من أجله كلّ الأنبياء والأولياء ، كما ينبغي أن يتحرّك لتحقيقه كلّ المؤمنين الرساليين ، ولا تقوم العدالة إلّا بالقائد الصالح (رسولا أو وليّا) ، والنظام الصالح في البعد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي ، وبالميزان الذي يشخص المخطئ من المصيب ، وبالسلاح المنفّذ للنظام.
وهناك علاقة وثيقة بين محور العدالة والإنفاق في السورة يتمثّل في أنّ الإنفاق في سبيل الله يساهم بصورة فعّالة في إقامة العدالة ونصرة الحق. أو ليس قام الإسلام بسيف علي ومال خديجة؟
ومن هذا المنطلق نهتدي إلى أفضلية الإنفاق والقتال قبل الفتح على الذي بعده.
إن الحركات الرسالية تنشد العدالة وإقامة الحق ، والأمّة مسئولة أن تتحمّل مسئوليتها الحاسمة في دعمها والوقوف إلى صفّها بالإنفاق نصرا لله ورسله وأوليائه على الظالمين.