بعضهما ، فيحقّق الهدف الأساس من حياتنا الدنيا ألا وهو الابتلاء.
(وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ)
من المجاهدين الذين يسعون نحو تحقيق الغاية من الرسالات وهي إقامة القسط ، بلى. السيف وسيلة ذلك ، ولكنّ سواعد المجاهدين هي التي تحمل السيف وتحارب به الأعداء ، فلا يزعم أحد أنّ نصرة الله لدينه تتم بصورة غيبيّة دائما. ويعتبر المجاهدون هذه الغاية هي الأسمى لأنّ أعظم أهدافهم بلوغ رضوان الله سبحانه ، الذي يعتبر الجهاد أقرب سبله.
والنصرة الحقيقية للحق لا تتحقّق بمجرد الانتماء إلى صفوف المؤمنين ، ورفع السيف ، والقتال ، وحسب ، كلا ... فهذا المظهر المطلوب ، بل المهم إلى جانب ذلك أن تكون الدوافع توحيدية نابعة من الإيمان بالله ، لذلك قال ربّنا :
(بِالْغَيْبِ)
أمّا الذي ينتمي للمؤمنين ويقاتل معهم بدوافع وأهداف مادية ومصلحية ، أو لأنّ الآخرين نصروه ، أو لأي شيء آخر لا يتصل بالغيب ، وهو رضى الله وجنّاته ، فلا تشمله الآية .. ومّما يخلص دوافع الإنسان وأهدافه علمه بأنّه لا ينصر ضعيفا ولا ذليلا ، وأنّه تعالى لم يدعه للنصرة عن حاجة وعجز حتى يطلب المقابل ويفرضه عليه بعد النصر ، أو يمنّ على ربّه سبحانه.
(إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
وإنّما يكتسب المجاهدون من نصرتهم له قوّة وعزّة.
وكلمة أخيرة :