الإطار العام
للنفس حرم تنطوي فيه وتتحصّن داخله عن بصائر الوحي وضياء العبر والعظات ، وما لم يخرق الإنسان بعزائم اليقين حجب النفس إلى حرمها فإنّه لن يفلح. ولكن كيف يتم ذلك ، وبماذا؟
إنّما بمعرفة الرب ، وأنّه سميع بصير. إنّ وعي شهادة الله على كلّ شيء كفيلة بتنمية الوعي الديني في النفس ، هنا لك في تلك الأغوار التي تنضج قراراتها وتتحدّد وجهتها ربما بعيدا عن وعي صاحبها ، هنا لك يصلح الإيمان ما تفسده وساوس الشيطان.
ولعلّ في سورة المجادلة نورا نافذا إلى ذلك البعد الباطن ، إلى ذلك الغور العميق ، إلى ذلك الحرم المستور في النفس البشرية ، وهذا الإطار يجمع حسبما يبدو لي بين محاور السورة التي تتراءى بادئ النظر أنّها متباينة. كيف ذلك؟