اعتباري محدود زمنا لأنّهم يموتون عنها ، وكمّا لأنّه قليل جدا بالنسبة إلى ملك الله الذي ينضوي تحته كلّ الوجود وكيفا لأنّ قدرتهم على التصرف فيه محدودة ، ولله الملك المطلق والقدرة اللّامحدودة ، والتي من مظاهرها الإحياء والإماتة.
(يُحْيِي وَيُمِيتُ)
كيف يشاء ، ومتى أراد ، لا يمنعه عن ذلك مانع أبدا ، وليس لسواه هذه القدرة في الملك ، والهيمنة عليه. وما دامت حياة الإنسان بيد الله فهل هو المالك أم الله؟ وكيف يملك شيئا من لا يملك حياته. أو ليس الإنسان يملك ما يملك بحياته التي تمكّنه من الحركة والتصرّف؟
ومع أنّ الحياة والموت من أبرز مظاهر الملك والهيمنة الإلهية على الخلق ، إلّا أنّ قدرته تعالى ليست محدودة في ذلك حسب ، بل هي مطلقة.
(وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
أمّا نحن فلا نستطيع ان نفعل كلّ شيء وكيفما نشاء فيما نملك.
[٣] (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ)
لم يكن مثله أحد فهو أزلي ، وحيث تأخّر الوجود عنه فهو محدث من صنعه عزّ وجل ، وتتجلّى هذه الحقيقة مرة اخرى حيث يصير الخلق الى العدم ويبقى وجهه تعالى ، ولأنه الاول فهو الذي أحيا الخلق وأوجده ، ولأنه الآخر فهو الذي يميته بقدرته وحكمته ، كما انه الظاهر بلا خفاء ، فالوجود كلّه آيات تهدينا إليه ، لأنه القاهر فوق عباده.
(وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ)