أولا : لأن الانتصارات والمكاسب التي يحرزها المؤمنون إنما هي بإرادة الله.
ثانيا : وتأكيد القرآن على هذه الحقيقة يكون أشد ضرورة خاصة وان هذه الآيات تبحث حادث اجلاء اليهود الذي تم من دون قتال عسكري ، وما تلاه من احكام توزيع الفيء ، الذي خص به النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) فريقا من الناس دون آخرين ، واثار حولها المنافقون الشبهات ، فان تذكير المسلمين بأن الإجلاء جاء نتيجة إرادة الهية ، ومن دون قتال يوحي بان الله هو الذي أخرج الأعداء ، وأن المكاسب المادية في الفيء يتصرف فيها النبي كيف يشاء ، الأمر الذي يبطل شبهات المنافقين حول تقسيم الفيء.
ثم يؤكد دور الارادة في نصرة المسلمين وجلاء اليهود ، وكيف أنّها رغم الظروف والظنون المعاكسة غيّرت المعادلة ، فلم يكن المسلمون وهم يلاحظون قوّة اليهود ويلاحظون قدراتهم المحدودة من جهة أخرى يظنون بأن اليهود سوف يخرجون ، ثم أن اليهود من جانبهم وهم المدججون بالسلاح ، وأصحاب الخيرات ، والمحصنون بالقلاع ما كان يخطر على بالهم بأن قوة تستطيع الإنتصار عليهم وإخراجهم.
(ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا)
كما أن الغرور بلغ باليهود حدّا تصوروا أنهم يمتنعون حتى من قدرة الله وإرادته ، أما المنافقون واليهود أنفسهم والذين ينظرون الى الحياة بمقاييس مادّية ظاهرة ، ولا يحسبون للغيب حسابا ، فقد جزموا بانتصار جبهتهم وهزيمة حزب الله ، بل راح المنافقون يكاتبون بني النضير ، يشجعونهم على الصمود.
ولو أننا درسنا قضية الصراع الإسلامي الصهيوني القائم اليوم بكل أبعاده