وهل كتب الله عليهم الجلاء ونفذ المسلمون حكمه فيهم لمجرد كونهم يهود كما يزعم الصهاينة الحاقدون ، ويوغرون صدور يهود العالم بالعداء والحقد عبر إعلامهم المضلل ومناهجهم التربوية المنحرفة ضد الإسلام والمسلمين؟!! كلّا .. إنما الذي حدث كان نتيجة خيانتهم العهد ، ومحاربتهم الله ورسوله.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ)
اي وقفوا قبالتهما على شقّ آخر ، ناصبين أنفسهم للحرب ضد هما ، ضاربين عرض الحائط كلّ المعاهدات. إلى هذا الحضيض بلغت العنصرية ونظرة التألية للذّات باليهود ، انهم يعطون لأنفسهم الحق في محاربة الله وأوليائه ، ونقض العهد ، ومتى شاءت أهواؤهم ، لأنهم وهم يعتبرون أنفسهم أبناء الله وشعبه المختار ، يرون أنفسهم فوق الحقّ والدين ، وأن لهم الرأي والتصرف المطلق في كلّ أمر. وهذه صفة كل من تتضخم ذاته عنده ، أو ليس اليهود يزعمون بأنهم النخبة ، وان كل الناس خلقوا لخدمتهم؟! ثم أليسوا هم الذين قالوا : «لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ»؟! بلى. ولكن هل يستطيعون مواجهة سنن الله وإرادته؟ كلا ...
(وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ)
ولم يقل العذاب ، لأن كلمة العقاب تنطوي على معنى العذاب والجزاء معا ، وهي أصلح لهذا الموضع ، وفي الآية تحذير لكل من يعادي الحق ورموزه ، بغض النظر عن صفته وانتمائه ومذهبه ، وهذه العبارة كانت في يومها ولا تزال تحذيرا لكلّ من تسوّل له نفسه محاربة الحق ، وقد قال تعالى : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ) ثم قال (وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ) دون ذكر الرسول ، وذلك ليهدينا إلى أن الموقف السلبي من القيادة الرسالية يعتبره الرب موقفا ضده ، وبالتالي فإننا نعرف أعداء الله من خلال مواقفهم من القيادة الرسالية.