فيهم للوصول الى أهدافهم المشؤومة هذه المرة على مطية حادث القسمة ـ وليس ذلك جديدا في سلوكهم ـ فهم يتربصون الدوائر بالإسلام وبالقيادة الرسالية ، وينتظرون حدوث أدنى شبهة ، أو ما يمكن تحويره الى شبهة للنيل من مكانتها.
ولقد جاء القرآن ببيان الحكم الفصل في هذه القضية ، وليضع تشريعا في المغانم التي ينالها المسلمون من الأعداء بأنها على نوعين :
الأول : ما يتسلطون عليه بالقتال ، فيكون للرسول وللإمام من بعده الخمس من صفو المال قبل القسمة ، وما بقي يقسم على مقاتلي المسلمين ، ويسمى الغنيمة.
الثاني : ما يتسلّطون عليه من دون قتال وهو للرسول وللإمام من بعده خاصّة يتصرّف فيه كيف يشاء ، ويسمّى الأنفال. قال الإمام الصادق (عليه السلام) : «الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، أو قوم صالحوا ، أو قوم أعطوا بأيديهم ، وكل أرض خربة وبطون الأودية فهو لرسول الله ، وللإمام من بعده يضعه حيث يشاء» (١)
وعن معاوية بن وهب قال : قلت لابي عبد الله : السرية يبعثها الإمام فيصيبون غنائم كيف تقسم؟ قال : ان قاتلوا عليها مع أمير أمره الإمام عليهم أخرج منها الخمس لله وللرسول ، وقسم بينهم أربعة أخماس ، وإن لم يكونوا قاتلوا عليها المشركين كان كل ما غنموا للإمام يجعله حيث يحب (٢).
والذي ظفر به المسلمون من بني النضير كان مما سلط الله عليه الرسول بقدرته ، ولم يقاتل المسلمون عليه ، فهو للنبي خاصة من عند الله ، وليس لأحد أن يطالب
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٢٧٥
(٢) وسائل / ج ١١ ص ٨٤