يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) (١).
[٨] أما عن الفيء فقد قال رسول الله الأنصار : «إن شئتم دفعت إليكم فيء المهاجرين منها وإن شئتم قسمتها بينكم وبينهم ، وتركتهم معكم قالوا : قد شئنا أن تقسمها فيهم ، فقسمها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بين المهاجرين ، ودفعها عن الأنصار ، ولم يعط من الأنصار إلّا رجلين : سهل بن حنيف ، وأبا دجانة فإنهما ذكرا حاجة» (٢) وبهذا تحمل الرسول مسئولية الفقراء من المهاجرين ، ووضع إصرها عن الأنصار من أهل المدينة برضى منهم ، فكانت الفيء كما ذكر الله :
(لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ)
الذين فروا من أجواء الكبت والإرهاب والكفر ، والتحقوا بصفوف الحركة الرسالية والقيادة الصالحة التي استقرت آنذاك في المدينة المنوّرة ، ولا ريب أنهم تحملوا بسبب هذا القرار ألوان الضغوط المعنوية والمادية ، ولكنهم تجرّعوا مضض الألم ، ورضوا بكل ذلك في سبيل الوصول الى أهدافهم السامية ، التي تستحق أكبر التضحيات.
(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ)
إنهم مهاجرون خرجوا من بيوتهم وأموالهم بإرادتهم ، ولكن الله يلفتنا إلى حقيقة مهمة : إذ يعتبرهم مخرجين ، وهي أن العامل الرئيسي في هجرتهم هو الظلم والفساد وأجواء الكتب التي يصنعها الطواغيت ، حيث أنهم يرفضون مبادئهم ،
__________________
(١) آل عمران / ١١٤
(٢) تفسير القمي / ج ٢ ص ٣٦٠