وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ
هدى من الآيات :
يركز السياق في هذا الدرس على بحث العلاقة الداخلية في جبهة المؤمنين من جهة ، وفي جبهة أعداء الله وأعدائهم من جهة ثانية ، ففي البداية ينطلق من خلفيات قسمة الفيء الذي صار نصيبا للمهاجرين بحكم النبي ، وبإيثار الأنصار أنفسهم ، فيمتدح حب هؤلاء لبعضهم وطهارة قلوبهم ، وإيثارهم على أنفسهم مما يؤكد خروجهم من زنزانة النفس ، كما يسجّل موقف المهاجرين الإيجابي من الأنصار ، ومدى تحرّرهم من أيّ إصر أو عقدة ، ويضع ذلك نموذجا ساميا للعلاقة التي ينبغي ان تحكم التّجمعات والمجتمعات الإيمانية أفرادها وجماعاتها ، وشعوبها وأجيالها ، فإن الهيبة والإنتصار ، والتّقدم ، والفلاح يرتكز على الذوبان في بوتقة الإيمان والتسليم للقيادة الرسالية ، وبتعبير القرآن : الوقاية من شح النفس ، واتباع بصائر الوحي ، بعيدا عن كلّ هوى ومصلحة.