٣ ـ الإحساس العميق برقابة الله على أعمالهم ، وهذا ما ينمّي فيهم روح التقوى والإتقان.
ويسعى الشيطان (إنسيا كان أو جنيا) إلى مسخ شخصيتهم بسلبهم هذه الصفات الفاضلة ، وجرهم إلى الفسوق بأساليبه الخفيّة كالوساوس ، والظاهرة كالدعاية المضللة ، لذلك يوجه الوحي نداءه إلى المؤمنين بلطفه وعظيم منته ، لكي يظهر هذا النداء الرباني على ما يلقي الشيطان من نداءاته الخبيثة في القلب ، ووساوسه الداعية الى التمرد والعصيان ، وإلى نسيان الآخرة فيقول عز من قائل :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ)
والتقوى درجة أرفع من الإيمان ، وفي الآية تحريض الى كل مؤمن بأن ينمّي إيمانه ليصل به إلى درجة التقوى لأن الإنسان بحاجة إلى درجة رفيعة من الإيمان ليواجه بها الضغوط والتحديات الشيطانية ، فحتى المؤمن قد ينحرف عن الصراط المستقيم خشية الطاغوت أو الآباء أو المجتمع ، ويمكن القول بأن التقوى هي : التحصن دون أسباب عذابه وسخطه ، أو الحرمان من رحمته ، والتعرض لعقابه ، مما تتسع الكلمة للعمل بالواجب والمندوب وترك المحرم والمكروه.
(وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ)
بلى. إن الشيطان وهوى النفس يدعوان الإنسان إلى المزيد من التركيز في حاضر الدنيا ، والاسترسال في لذات العيش من دون حدود أو قيود ، وعلى المؤمنين أن يقاوموا ذلك بالتفكير في مستقبل الآخرة الذي يرتكز على سعيهم في الدنيا ، وما على الإنسان الذي يريد أن يعرف مستقبله إلّا مراجعة حساباته ، والنظر في أعماله ، وضرورة هذه المحاسبة تنطلق من أننا نستطيع التغيير والاستزادة ما دمنا