اليه ، وانما لكي يرده علينا أضعافا مضاعفة في الدنيا ، وليجعله نورا في الآخرة وثوابا وفوزا عظيما.
ثم ينقل لنا الوحي مشهدا من الاخرة ، حيث المؤمنون والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم التي مدّوها بالإنفاق والقرض الحسن في سبيل الله ، فهم في نعيم الجنة خالدون ، بينما يتخبط المنافقون الذين بخلوا أو أنفقوا لغير وجهه تعالى في ظلمات وعذاب مقيم ، وهنالك لا يقبل منهم فدية في مقابل الخلاص من العذاب ، ولو كان قدرها ملء الأرض ذهبا ، بينما كان بامكانهم ان يعتقوا أنفسهم من جهنم بإنفاق حسن محدود في الدنيا لوجه الله وطاعة لرسوله وأوليائه ، لكنّهم فتنوا أنفسهم وتربّصوا وارتابوا وغرتهم الاماني وخدعهم الشيطان.
بيّنات من الآيات :
[٧] بعد ان عرّفنا ربنا نفسه من خلال صفاته كالقدرة على كل شيء ، والعلم بكل شيء ، وانه الاول والآخر والظاهر والباطن ، وانه الخالق الذي له الملك الواسع وبيده التدبير ، يدعونا الى الايمان به تعالى ، معتبرا ذلك أساسا للايمان. أو ليس الايمان الحق هو الذي يقوم على المعرفة؟
(آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا)
يسأل البعض : هل الخطاب موجبه الى المؤمنين فهو تحصيل حاصل لأنهم مؤمنون ، أم هو موجه لغير المؤمنين فهو غير جائز لان الأمر يلزم المؤمن فقط؟!
والجواب : أولا : إنّ الايمان درجات فيصحّ ان يكون الخطاب للمؤمنين يدعوهم الى درجة أرفع من الايمان ، والإنفاق المأمور به في الآية هو أحد درجات الايمان ، فليس كل المؤمنين منفقين.