لنفسه ، وختم أمر الدنيا ومجيء الآخرة بالحمد لنفسه ، فقال : «وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ).
الحمد لله اللابس الكبرياء بلا تجسد ، والمرتدي بالجلال بلا تمثيل ، والمستوي على العرش بلا زوال ، والمتعالي عن الخلق بلا تباعد ، القريب منهم بلا ملامسة منه لهم ، وليس له حد ينتهى إلى حده ، ولا له مثل فيعرف بمثله ، ذلّ من تجبر عنه ، وصغر من تكبّر دونه ، وتواضعت الأشياء لعظمته ، وانقادت لسلطانه وعزّته ، وكلّت عن إدراكه طروف العيون ، وقصرت دون بلوغ صفته أوهام الخلائق ، الأول قبل كل شيء ، والآخر بعد كل شيء ، ولا يعد له شيء ، الظاهر على كل شيء بالقهر له ، والمشاهد لجميع الأماكن بلا انتقال إليها ، ولا تلمسه لامسة ، ولا تحسه حاسة ، وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم ، أتقن ما أراد خلقه من الأشياء كلها بلا مثال سبق إليه ، ولا لغوب دخل عليه في خلق ما خلق لديه ، ابتدأ ما أراد ابتداءه ، وأنشأ ما أراد إنشاءه على ما أراد من الثقلين (الجن والانس) لتعرف بذلك ربوبيته ، ويمكن فيهم طواعيته» (١).
__________________
(١) موسوعة بحار الأنوار / ج ٤ ص ٢٦٥ ـ ٢٦٦