لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ
هدى من الآيات :
لكي تتكامل نفس المؤمن ، وتصفو من شوائب الشرك والشك ، وتتعالى عن المؤثّرات المادية ، وبالتالي لكي تتهيّأ للقاء الله ونيل جنّاته ورضوانه ، فإنّ عليه أن يجتاز بنجاح امتحان الولاء ، وتتمحّض علاقاته في الإيمان ، وقد يدعوه ذلك إلى قطع ووشائج الولاء عن أقرب أرحامه فيقاوم تيّار عواطفه الجيّاشة تجاههم ، ويتحمّل مضاعفات العزلة عنهم وضغوط الحياة دونهم.
وذلك من أصعب ما يتعرّض له الإنسان ، ولكنّ القرآن يعالج ذلك علاجا موضوعيّا من شأنه تهوين الأمر في نفوس المؤمنين ، ودفعهم لخوض الامتحان بنجاح ، ببيان الحقائق التالية :
أوّلا : إن الكفّار لا يوادّون المؤمنين أبدا ، بل يكنّون ضدهم الحقد والعداء ، وإذا كانوا يتظاهرون بالمودّة أحيانا فإنّما لأسباب وظروف ومصالح ، فحيث لا يجدون