فلا يخضعن لسيادة غير السيادة الإلهية بالتسليم المطلق للأزواج والأقارب ، إنّما يجب أن يخلصن الولاء والطاعة للقيادة الرسالية وحدها ، وهذا هو أصل الولاء ، وهو التجلّي الحقيقي للتوحيد في حياة الفرد ، ولعل هذه البصيرة تهدينا إلى ضرورة مشاركة المرأة في الحقل السياسي انطلاقا من واجبها في إقامة حكم الله ، ومناهضة قوى الشرك والضلال ، وعليها أن تنتخب الوليّ الشرعي بمحض إرادتها وكامل حريتها.
(وَلا يَسْرِقْنَ)
من أزواجهنّ أو من أبناء المجتمع.
(وَلا يَزْنِينَ)
ولعل هذين الشرطين موجهين بالخصوص للمهاجرات اللائي تركن أزواجهن ، لأنّهنّ فقدن المنفق فقد تدعوهن الحاجة إلى السرقة ، أو تضطرهن شهوة الجنس إلى الزنا ، بينما الآية بلفظها مطلقة تشمل كل امرأة مسلمة.
(وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَ)
معنويّا ولا ماديّا ، ولعل الإجهاض من مفردات القتل المنصرفة إليها الآية الكريمة.
(وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَ)
وهاتان المفردتان تتصلان بموضوع الزنا اتصالا مباشرا ، فإنّ الزانية التي تتورّط بالحمل تجد نفسها أمام خيارين : فأما تتخلّص من عار الزنا بقتل حملها ، وأما ترمي به أحدا بأنّه اغتصبها ، ولعل هذه الصفات (السرقة ، والزنا ، وإتيان البهتان) مما