عرفت به المرأة في الجاهلية ، كما أنّها بصورة عامة من أبرز المفردات الخلقية والسلوكية التي يمكن أن تتورط فيها المرأة ، وبالذات البهتان ، فإنّ موقع المرأة الحساس في المجتمع المسلم يجعلها أمضى أثرا في النيل من شخصيات الآخرين وأعراضهم ، كما أنّها مرهفة الإحساس فقد تظن السوء في رجل نظر إليها من غير قصد.
وقد أجمع أشهر المفسرين على أنّ المقصود هو الحمل باعتباره يقع بين اليدين والرجلين ، وبينهما ينشأ ويرتضع.
(وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ)
بل يسلمن تسليما مطلقا للقيادة الرسالية ، باعتبارها السلطة الشرعية والوليّ الأكبر في المجتمع المسلم ، فلا يجوز للمرأة أن تجعل لأحد مهما كان (زوجها أو أبوها أو أخوها) ولاية فوق ولاية قيادتها ، أو أن تعصيها ولو في معروف واحد.
والمعروف هو عموم الواجبات والخيرات ، قال الإمام أبو عبد الله الصادق (ع) : هو ما فرض الله عليهن من الصلاة والزكاة ، وما أمرهن به من خير (١) ، ولعلّنا نستشفّ من قوله «في معروف» أنّ الولاية الحقيقية للقيادة واقعة في حدود ولاية الله ، فلو أنّها ـ جدلا ـ أمرت بغير المعروف لا يجوز اتباعها ، بل يكون عصيانها هو الأولى ، وهذا الأمر محتمل في غير القيادات المعصومة.
وهذه المفردات التي يفرضها الإسلام شروطا للبيعة مع القيادة الرسالية تظهر اهتمام الدّين بالمرأة ، باعتبار أن صلاح المجتمع متأسّس على صلاحها. وإذا قبلت المؤمنات تلك الشروط والتزمن بها هنا لك تبايعهن القيادة.
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٥ ص ٣٠٨