يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا
بيّنات من الآيات :
[١] كلّ شيء يسبّح لله تكوينيّا وبالقول ، تكوينيّا لأنّ في كلّ شيء آية هادية إلى قدرته وعظمته وجلاله ، فنقصه يهدينا إلى كمال خالقه ، وحاجة بعضه إلى بعض تهدينا إلى صمدانيته ، وأنّه الذي يؤلّف بين الأشياء ويزوّجها ويكاملها .. وهو يسبّحه بالقول ولكنّنا لا نعي ذلك لانعدام اللغة المشتركة بيننا وبين الطبيعة.
والتسبيح هو البصيرة الأصلية التي تنبثق منها سائر بصائر الوحي ، وهو أعلى مراتب العرفان بالله ، كما أنّ الجهاد أعلى درجات العمل ، والقلب المسبّح هو الذي يبعث صاحبه على الجهاد ، ويجعله مقاتلا مصلحا في الأرض ، يسعى بكلّ خير ، لا مفسدا ولا أشرا ولا بطرا. والتذكير بتسبيح كلّ شيء يهدي الإنسان إلى أن عدم تسبيحه أو طاعته له عزّ وجل ليست معصية لأمره وحسب بل شذوذا عن سنن الطبيعة ومسيرتها.