يكون الإنتصار صعبا أو بعيد المنال.
[١٤] وتأتي خاتمة السورة لتشير إلى المراحل الأساسية في الحركات الرسالية ، وهي أربع مراحل :
الأولى : انبعاث القائد الرسالي في المجتمع ، والذي يمثل البذرة الأولى والأساسية للحركة والتغيير.
الثانية : التفاف مجموعة من الناس حوله ، وإيمانهم بفكره ، وتسليمهم لقيادتهم ، وهم الطلائع.
الثالثة : توسّع دائرة الحركة وتيّارها في المجتمع ، الأمر الذي يقسمه إلى جبهتين : جبهة الحق ، وجبهة الكفر ، ممّا ينتهي به إلى الصراع.
الرابعة : انتصار الحق وأهله على جبهة الباطل كعاقبة نهائية للصراع.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ)
جمع حواري وهم الخلّص الخواص من أتباعه ، قيل : سمّوا حواريين لأنّهم كانوا قصّارين حيث أنّ الله ـ حسب هذا القول الذي ذهب إليه قتادة ـ أمر عيسى ـ عليه السلام ـ فقال : إذا دخلت القرية فأت النهر الذي عليه القصّارون فاسألهم النصرة ، فأتاهم عيسى وقال : من أنصاري إلى الله؟ قالوا : نحن ننصرك ، فصدّقوه ونصروه. (١)
__________________
(١) القرطبي / ج ١٨ ـ ص ٩٠ ولعل القصّار الذي يبذل قصارى جهده .. وسمّوا بذلك لمبالغتهم في العبادة والطاعة لله.