وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ
بينات من الآيات :
[١] لأنّ الله خلق الخلق للعبادة فقد أودع في ضميرهم الحاجة إليه ، وفطرهم على الإحساس بما هو مرتكز فيه من النقص والعجز ، والمهم المعرفة به حيث لا حدّ ولا نقيصة ولا ضعف ، لذلك فإنّ الخلق لا يرون لأنفسهم وجودا من دون فضله ولطفه وهباته ، ولا هدفا أسمى من التقرب إليه عبر تنزيهه وتسبيحه والاستزادة من فضله بذكر أسمائه الحسنى ، لذلك فالخليقة في تسبيح دائم له عز وجل.
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)
كلّ بلغته وطريقته ، هذه هي مسيرة الكائنات ووجهتها ، وإذ يضع القرآن الإنسان أمام هذه الحقيقة الكبرى فلكي يدفعه نحو الالتحاق بها ، ويبيّن له أنّ عدم خضوعه لله شذوذ خطير يضعه في مسيرة معاكسة لإرادة ربه وللخليقة جميعا ، وبالتالي فإنه يواجه تحديات كبيرة تسحقه وتؤدي به إلى الدمار ، فلا طريق للنجاة منها