الإطار العام
في هذه السورة يفضح الوحي خطّ النفاق في الأمّة ، وذلك ببيان معالم مسيرتهم ، حيث التكلّف في إظهار الإيمان والطاعة للقيادة الرسالية ، والعيش بوجهين وشخصيتين : إحداهما التظاهر بالإيمان المؤكّد بالإيمان والاهتمام بالمظاهر الدينية والمظاهر المختلفة ، والأخرى الكفر العملي المبطّن ، فهم يستنكفون الاعتراف بالقيادة والذهاب إليها لتستغفر لهم ، وهكذا يصدّون أنفسهم عنها لإضعاف مركزها بشتى الطرق والأساليب ، ومن بينها الحرب الاقتصادية ضدها لفضّ الناس عنها وتعطيل مشاريعها. ولكنّ الآيات تتركّز عند نقطة محورية هي موقفهم من الحياة الرسالية مبدئيّا ونفسيّا واجتماعيّا واقتصاديّا.
ويقف السياق في نهاية السورة ضد هذه الخطة الغادرة ليدفع المؤمنين نحو حركة معاكسة ومضاعفة ضد مكر المنافقين ، بدعوتهم لعدم التلهّي بالأموال والأولاد عن ذكر الله والجهاد في سبيله (كما يريد المنافقون) لما في ذلك من عظيم الخسارة ، وبتحريضهم من جهة أخرى على سبق الأجل بالإنفاق من مال الله في سبيله ، بصورة تضعهم في سياق التحدي مع الموت والعدو ، سباقا معطياته (الأجل