النوايا الخبيثة تجاهها ، ولا بد من اليقظة التامة لكي لا يصدّعوا جبهة الحق في الساعات الحرجة عند ما يخضون حربا أو يعيشون حالة التحدي أو تعيش الأمة فراغا قياديّا يشغلونه لمصلحتهم أو فراغا توجيهيّا فيحرّفون مسيرتها ، من هنا قرعت الآيات الأولى جرس الإنذار بقوة.
(إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ)
فهم قد يتعنّون قاصدين القيادة دون أيّة مناسبة تستدعي تجديد الولاء والبيعة ليشهدوا للرسول بالقيادة بتكلّف وملق.
(قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللهِ)
وهنا ثلاثة تأكيدات لفظية : (نشهد) و(إن) ، و(اللام) ، إذ كان من الممكن أن يقولوا (إنّك رسول الله) فقط ، إلّا أنّهم أضافوا كلمة «نشهد» بغرض التأكيد. وكلّ ذلك لا يضيف شيئا في الواقع ، بلى. لو صدرت هذه الشهادة من مؤمن صادق فهي تضيف شيئا جديدا باعتبارها تدفعه إلى المزيد من التسليم للقيادة ، وتكشف عن ارتقائه في الإيمان درجة ، وهي حالة الشهود والحضور عند حقيقة الرسالة والتي تستدعي البوح بها وتحمّل مسئولياتها وتحدي الأعداء من أجل ترسيخها.
بيد أنّ المنافقين كاذبون في ادعائها فلن تنفعهم شيئا.
(وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ)
إذن فشهادتهم لم تضف إلى الواقع شيئا كما لم تضف إلى حياتهم شيئا جديدا.